قصـة سيدنا عيسى عليه السلام واليهودي والرغيف الثالث ج2 والأخير
إن اليهود لهم من الأوصاف أقبحها، ومن الأخلاق أرذلها، وبالقرآن والسنة النبوية الكثير من المواقف التي تشهد على ذلك.
كما أن الوقائع التاريخية تشهد على اليهود بفسقهم وفسادهم بالأرض، والكذب أقل شيء مما لديهم، والإصرار على الكذب.
ولليهود الكثير والكثير من الصفات المذمومة كتحريف الحق، وكتمان الحق مع العلم به، الحسد والكبر، عدم تصديق ما جاي بالكتاب، تكذيب النبيين وقتلهم.
الجزء الثاني والأخير
التزم سيدنا عيسى عليه السلام الصمت، ومضيا في طريق سفرهما، وأثناء سيرهما وجدا نهرا يعترض طريقهما ويمنعهما من إكمال مسيرتهما، كيف يعبرانه وهما لا يملكان قاربا؟!
شعر اليهودي بالعجز، نظر إليه سيدنا عيسى عليه السلام وأمسك بيده، وسارا كلاهما على المياه بإذن الله.
فقال اليهودي متعجبا مذهولا ولا يصدق من أمره ما يحدث معه: “أنسير على السطح المياه ولا نغرق، سبحان الله.. سبحان الله”
فقال له سيدنا عيسى عليه السلام: “أسألك بالذي أراك هذه الآين أين ذهب الرغيف الثالث ومن صاحبه؟”
فقال اليهودي: “والله ما كانا إلا رغيفان”.
التزم الصمت سيدنا عسى عليه السلام وأكمل سيره على الماء ممسكا بيد اليهودي، وعندما بلغ الوجهة الأخرى من المياه وصلا لمكان به ثلاثة أكوام كبار للغاية من التراب، فنظر سيدنا عيسى عليه السلام لليهودي ووضع يده على التراب وسأل الله سبحانه وتعالى ولجأ إليه وتوسل إليه أن يحول التراب إلى ذهب بفضل سبحانه وتعالى، وبالفعل ما رفع يده سيدنا عيسى عليه السلام إلا وتحول الثلاثة أكوام المتساويين من التراب إلى ذهب.
ويقول أحد الشعراء في ذلك…
رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مـــال.
ومن لا عنده مـــــالُ، فعنه الناس قد مـالوا.
رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهـب.
ومن لا عنده ذهــب، فعنه الناس قد ذهبوا.
رأيت الناس مُنفَضّة إلى من عنده فضة.
ومن لا عنده فضة، فعنه الناس منـــفضة.
ذهل اليهودي من الذهب الذي رآه أمامه، ومن كثرته لدرجة أنه كاد يذهب عقله منه، فقال: “سبحان الله.. سبحان الله..”
فقال سيدنا عيسى عليه السلام: “انتظر وتعجب بعدما تسمع أن الكومة الأولى لك، ولكومة الثاني لي، أما الكومة الثالثة فهي لصاحب الرغيف الثالث”.
فصرخ اليهودي قائلا: “أنا صاحب الرغيف الثالث، وأنا من أكلته”.
فقال سيدنا عيسى عليه السلام: “إنني لا أريد شيئا من الذهب، خذه واحتفظ به كاملا لنفسك، ولكني لا أستطيع أن أصحب معي شخصا يكذب علي”.
وبالفعل تركه سيدنا عيسى عليه السلام بجانب الذهب، وأكمل رحلة سفره.
كان اليهودي لا يصدق عينيه من كثرة السعادة والفرح الذي انتابه، فأخذ يفكر كيف يفعل وماذا يصنع بكل هذا الذهب، وبينما كان اليهودي على هذا الحال إذا بثلاثة من اللصوص يمرون بالقرب منه، قالوا: “أيعقل أن يكون كل جبال الذهب هذه لهذا الرجل؟!، لنقتله ونغتنم لأنفسنا بالذهب”.
وبالفعل انقضوا عليه ثلاثتهم وقتلوه وجعلوه جثة هامدة ملقاة بجانب الذهب، وأمامهم قضية توزيع الذهب قضية سهلة للغاية، ثلاثة أكوام متساوية من الذهب، وهم ثلاثة رجال، إذا لكل رجل منهم كوما من الذهب الخالص وإن استطاع أن يحمله.
ولكن الطمع غريزة في قلوب بعض البشريين، ولاسيما ثلاثتهم من قتلوا الرجل من أجل الذهب بلا رحمة ولا شفقة، اتفقا اثنان منهم على الثالث، فقاما بخدعه فطلبا منه الذهاب لشراء بعض الطعام حتى يتقوتوا منه ويزدادوا قوة وصلابة فيتمكن كل واحد منهم من رفع حصته من الذهب.
وكان نية الاثنين قتل الثالث بمجرد عودته لهما بالطعام، وتقسيم الذهب على اثنين بدلا من ثلاثة فيزداد نصيب كل واحد منهما؛ ولكن الثالث لم يكن طيب النية، بل كان سيء النية فقام بوضع خطة خبيثة أيضا مع نفسه حيث قام بوضع السم بالطعام الذي قام بشرائه، وأراد لهما الموت بأكلهما السم أما هو فسيتظاهر بأكله معهما.
وما إن عاد بالطعام حتى انقضوا عليه فقتلوه، وبينما هم أحدهما بحمل الذهب دعاه الآخر لأكل الطعام حتى يشعرا بالطاقة فيتحملان مشاق الطريق، وما إن أكلا الطعام حتى ماتا.
وبينما كان سيدنا عيسى عليه السلام عائدا من سفره لبلده بعدما قضى حاجته بالبلدة التي سافر إليها، إذا به يجد أربعة رجال ملقون على الأرض، كان من بينهم الرجل اليهودي الذي كان معه بسفره.
فقال سيدنا عيسى عليه السلام: “هكذا الدنيا وأهلها”!
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص الانبياء بدون انترنت قصة نبي الله هود عليه السلام وقوم عاد
قصص الانبياء بالعامية المصرية قصة نبي الله نوح عليه السلام
قصص الانبياء حازم شومان قصة موسي وقارون