قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج20
ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج20
سارة: “إن عمر لعبة في يدي أحركها متى أشاء وكيفما أشاء”.
منى: “وهل تعتقدين هذا حقا؟!، أعمر بات الآن لعبة في يدكِ؟!”
سارة: “عمر لا يجرؤ على مخالفة أمر لي، ولا يستطيع أن يغضبني ولو للحظة”.
منى: “وكيف يمكنني التأكد من كل ذلك إذاً؟!”
سارة: “بإمكانكِ أن تسأليه”.
منى: “في هذه المرة لديكِ كل الحق سأسأله، عمر… يا عمر…!”
سارة بدهشة: “ماذا يحدث هنا؟!”
منى بتحدي: “اصبري وستري، يا عمر…”
عمر: “نعم يا منى”!!
سارة بصدمة: “عمر؟!، أأنت هنا؟!”
عمر ببرود أعصاب مميت: “آه يا حبيبة قلبي إنني هنا”!
منى تنتهزها فرصة: “سارة إنه عمر أم أن نظركِ عليه وحجب؟!، أعتقد أنه يريدكِ في شيء هام وضروري تحدثي إليه إذاً”.
سارة وقد اهتز جسدها: “عمر… حبيبي اسمعني أولا قبل أن تصدر حكمك علي، أقسم لك أنني ما قلت كل هذا إلا لأنني أحبكَ ومن شدة حبي فيك.
عمر… لماذا لا ترد علي؟!”
عمر بصدمة: “سارة… أنتِ طالق”!
سارة بصدمة وذهول: “عمر؟!!”
عمر بتحدي: “طالق يا سارة، (والتفت إلى منى).. منى أوصدي الباب خلفها جيدا”.
منى: “عمر لقد أغلقت الباب جيدا كما أمرتني”.
عمر: “إياكِ أن تفتحيه لإحداهن مرة أخرى حبيبة قلبي”.
منى بابتسامة: “حاضر لك ما تريد”.
عمر: “إنني أحبكِ كثيرا يا منى”.
منى فجأة: “عمر.. اخرج من منزلي”.
عمر باندهاش: “ماذا؟!”
منى: “اخرج برة”!
وبالفعل خرج “عمر” ثائرا من منزلها، وقد عميت عيناه فلم يعد باستطاعته أن يرى أي شيء أمامه لا من بعيد ولا حتى من قريب؛ أما عن “منى” فكانت يداها ترتعشان وكما أنها فقدت القدرة على السيطرة على كامل أجزاء جسدها، اعتقدت “منى” حينها أن الموقف بأكمله كان أكبر منها، ولكنها سرعان ما عدلت عن قرارها فور تذكرها كل أفعاله في حقها.
قالت في نفسها: “كلا، هو من أجرم في حقي أولا؛ وما فعله مع سارة الآن على الرغم من أنه كان مخطط مني من البداية إلا إنه لم يشفي غليلي، فما فعله معي مسبقا لا يمكنني تجاوزه وتخطيه مهما حاولت جاهدة.
اعتذر لي، ولكن الاعتذار وحده لم يكن كافيا بالنسبة لي، اعتذاره لم يكن ليجبر كسري، ولم يكن ليرمم روحي التي باتت أجزاءً متلاشية، على الأقل في وقتنا الحالي”!
وفي التالي عادت “منى” إلى عملها، وكان في هذا الوقت لا تزال أوراق الخلع بالمحكمة قائمة؛ كانت تراه في عملها يوميا وعلى الدوام، لقد كان يرمقها بنظرات حادة مميتة، وكان من ذكائها الحاد أنها لا تبدي أمامه أية ردة فعل، كما أنها كانت تتظاهر بأنها لا تراه، كانت في الحقيقة لا تعلم أهي تتظاهر بأنها لا تراه حقا أم أنها حرفيا لا تراه؟!
كانت “منى” في كل يوم تحاول جاهدة ألا تحيى إلا لنفسها ولأولادها، تستيقظ قبيل الفجر فتصلي لربها، ومن ثم تعهد لتجهيز ألذ الأطعمة لطعام الإفطار، تجهزهم دوما وتراجع لهم المواد الدراسية، يذهبوا لمدارسهم وهي تبقى بعدهم ساعة واحدة قبل ذهابها لعملها، كانت في هذه الساعة تنفرد بنفسها لتدللها وتدلعها، كانت قد اتخذت قرارا ألا تبدو إلا في أجمل وأبهى صورها.
وفي الحقيقة هي كانت تتوعد عمر تحديداً ألا يراها بعد اليوم الذي تزوج فيه عليها بسارة إلا بصورة أفضل مما حلم أن يراها بها يوماً، كانت “منى” على يقين بأن تغييرها ليس لأجله ولكن لسببه وهناك اختلاف كبير بينهما.
كانت لها صديقة قد قالت لها يوما: “إذا أردتِ يوماً أن تقتلي رجلا ترككِ، فعليكِ حينها أن تقتليه بأنوثتكِ وجمالكِ ونجاحكِ وهذا أهم شيء!”
وقد كانت صديقتها هذه محقة تماما، وق نفذت “منى” كلامها بالحرف الواحد؛ أما عن بقية يومها فكانت تعود من عملها في تماما الساعة الثانية ظهراً، وكان هذا الوقت نفسه وقت عودة أولادها من مدرستهم، كانت تعد طعام الغداء بأشهى الوصفات، يتناولون الطعام سويا ويتسامرون حول أحداث اليوم، كانت “منى” قريبة من أبنائها كثيرا أكثر من زوجها “عمر” والذي كان يفضل أي شيء آخر عليهم.
وعندما يحل الليل كان الأولاد ينصرفون إلى دراستهم، وأيضا “منى” كانت تنصرف أيضا إلى كتبها، فالعام الدراسي قد بدأ، واكن هذا العام هو عامها الأول بعد دراستها الجامعية؛ كانت تدرك أن عليها أن تكون فخورة بنفسها، لقد اكتشفت في نفسها قدرات لم تعهدها يوماً، اكتشفت أنها تملك إرادة من حديد صلب وفولاذي أيضا، إرادة لا يستطيع أحد كسرها حتى وإن كان حبيب عمرها!
ومع كل هذا التصميم والإرادة إلا إنها كانت في كل مرة لا تستطيع الهرب من ملاحقة مديرها بالشركة، إذ كان مصرا على الزواج بها وفعل أي شيء مهما كان لأجل إرضائها، ولكنها في كل مرة كانت تختار من الهرب طريقاً لإنقاذها.
كانت قد فاتحته في أمر دراستها العليا، كانت قد طلبت منه أخذ يومين من أيام العمل للدراسة، فأربعة أيام للعمل بالشركة ويومين للدراسة واليوم الأخير يكون لأولادها تتفرغ فيه تفرغا تاماً؛ ومن الغريب أنه وافق على طلبها على الفور وشجعها أيضا على إكمال دراستها، وما كان ليوافق من الأساس لو كان هذا الطلب لغيرها.
كان “عمر” في هذه الأثناء يستشيط غضبا غير أنه يكتم في نفسه ويعجز عن إظهاره، في هذا اليوم التزم الصمت التام ريثما ذهب عندها بمكتبها، أتى إليها وقد بدا على ملامحه بالكامل الغضب الشديد…
عمر: “منى…”
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
وتزداد الأحداث إثارة وتشويق بين الثنائي الجميل، هل تعرف أحدا مر بمثل هذه التجربة الواقعية؟! شاركنا بها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج17
وأيضا… قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج16
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج15