نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول.
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنــينــه أبدا لأول منزل.
وإذا التقينا والعيون روامق..
صمت اللسان وطرفها يتكلم..
تشكو فأفهم ما تقول بطرفها..
ويرد طرفي مثل ذاك فتفهم..
حبيبتي دمتِ لي شيئا جميلا لا ينتهي إلى الأبد.
“وحين يتجسد الحب” ج2 والأخير
كان إعياء الشاب شديد للغاية، ولم تجدي الحقنة معه نفعا، لذلك قامت الطبيبة بإعطائه محلولا ملحيا به بعض الأدوية، قلقت الفتاة عليه كثيرا، فاشترت له العصائر وعادت إليه، وعندما عادت وجدته وقد قطع نفسه نهائيا، كانت خديعة منه، جن جنونها وهرعت إليه وعينيها مفتوحة للغاية، تقلبه يمينا ويسارا، ليفتح عينيه ويبدأ في ضحكاته عليها.
أبعد المحلول عن يديه، ونهض عن السرير، ولكنها أمسكت به وأعادت لذراعه المحلول، وساعدته على النوم مجددا، ووضعت الغطاء على جسده، لقد رأى بعينها القلق عليه ومدى خوفها، رأى بعينيها مدى اهتمامها الزائد به حتى أكثر من اهتمامها بنفسها.
ولا تزال المقالب بينهما قائمة، وكثير من الضحكات والتحديات.
وبيوم من الأيام قام الشاب بشراء قلادة ذهبية حفر عليها اسمه، وكلما هم ليعطيها للفتاة لم يستطع، وهكذا استر في ذلك الحال لأكثر من شهر.
وذات مرة كانت على وشك مغادرتها مع صديقتها، وإذا برباط حذائها مفكوك، كدت تسقط أرضا على وجهها لولا أن إحدى صديقاتها لحقت بها، كان الشاب جسده بالكاد مشدودا معها، وكأنه هو من كاد يسقط، لقد شعر وكأن قلبه قفز من مكانه من شدة خوفه من أن يمسها سوء، هرع ليربط لها حذائها ولكنها كانت بالفعل عمدت لربطهما.
وبيوم من الأيام كان عائدا من المدرسة على دراجته وإذا بفتاة أخرى تطلب منه أن يلقها، رأتهما الفتاة وإذا بها تستشعر بقلبها الحزن الشديد ولم تعلم السبب، وعندما وصلت المنزل وجدتهما يقفان بجوار بعضهما البعض ويتحدثان، رمقته بنظرة مليئة بالدموع.
اقترب منها الشاب ليرى ما بها، ولكنها في عجالة من أمرها ركضت للمنزل، علم أن هنالك شيء ما خاطئ، فشخصيتها ليست بالسهلة البكاء، وأن ما أحزنها لأمر عظيم.
لم يستطع الوصول إليها بهذا اليوم حيث أنها قضته كاملا في فراشها والدموع تنساب من عينيها، لم ينم الشاب من كثرة قلقه عليها، قرر في هذا اليوم أن يعطيها القلادة، وانتظر حتى حل الصباح وارتدت ملابسها الفتاة ودون أن تتناول فطورها خرجت من المنزل، وإذا بالشاب في انتظارها، فاجئها بكونه كان يقف خلفها في انتظارها حتى خرجت.
لف ذراعيه حول رقبتها وقام بوضع القلادة، وقد استجمع كامل شجاعته ليتخذ هذه الخطوة، والتي كانت بمثابة اعتراف تام بمدى حبه لها.
ومن حينها أيقن كل منهما أنه يستحيل يكون لأحد آخر.
هل يكفا عن صنع المقالب ببعضهما الآخر؟!
لم يحدث على الإطلاق، باليوم نفسه كان الشاب يصنع تجربة كيميائية بالمعمل، ظهرت له الفتاة ببطء شديد، وأول ما أصبحت فوق رأسه صرخت صرخة عالية، جعلت الشاب تنسكب المواد بنسب متضاربة وينشأ تفاعل يتم فيه حدوث فوران وخروج مادة بيضاء، هلع الشاب مما حدث، فعبأت كامل ملابسه بهذه المادة.
منذ أن وضع الشاب للفتاة القلادة ولم تزلها عن رقبتها نهائيا، واقترب موعد الامتحانات النهائية، وفي أعز تركيزهما تجد كل منهما يصنع مقلبا في الآخر وتعلو ضحكاتهما.
لقد كانا ثنائيا يتمنى أي أحد الجلوس بجانبه، لا يمل أحد على الإطلاق من محادثتهما، بل والجميع يتمنى أن يكون مثلهما في هزلهما وجدهما.
انتهت الامتحانات وحصدا أعلى الدرجات، وجاء موعد تسليم الشهادات في حفل رسمي بالمدرسة، كانت جدة الفتاة قد أصابها المريض الشديد، لم يكن للفتاة أحد غير جدتها بكل الحياة، والشاب لم يكن له أهل حيث توفي والديه في حادث بسيارتهما على الطريق السريع.
بعدم ارتدت الفتاة ثوبها الجميل وكنت فيه مثلها مثل الأميرات، أمسكت جدتها بيدها ووضعتها بيد الشاب وكأنها تعلمه بأنها توافق على زواجهما من بعضهما البعض عندما يكبران.
ذهبا لحضور الحفل واستلام الشهادات، وعندما عادا للمنزل وجدا الجدة قد فارقت الحياة.
انهارت الفتاة ولم تقوى على فعل شيء بعد وفاة جدتها، ومن حينها أصبح الشاب لها كل شيء بالحياة.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية مدرسية بعنوان “وحين يتجسد الحب” ج1
قصص حب ليبية حزينة بعنوان “فتاة ضحية أهوال الحياة”
قصص حب غرامية واقعية بعنوان الحب الصادق لا يموت
قصص حب سورية واقعية بعنوان الطبيب والصغيرة!
اجميل رائع مذهل
حلوة